سورة إبراهيم - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (إبراهيم)


        


قوله تعالى: {ومثل كلمة خبيثة} قال ابن عباس هي الشِّرك.
وقوله: {كشجرة خبيثة} فيها خمسة أقوال:
أحدها: أنها الحنظلة، رواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبه قال أنس، ومجاهد.
والثاني: أنها الكافر، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. وروى العوفي عنه أنه قال: الكافر لا يُقبل عمله، ولا يصعد إِلى الله تعالى، فليس له أصل في الأرض ثابت، ولا فرع في السماء.
والثالث: أنها الكَشُوثَى رواه الضحاك عن ابن عباس.
والرابع: أنه مَثَل، وليست بشجرة مخلوقة، رواه أبو ظبيان عن ابن عباس.
والخامس: أنها الثوم، روي عن ابن عباس أيضاً.
قوله تعالى: {اجتثت} قال ابن قتيبة: استُؤصلت وقُطعت. قال الزجاج: ومعنى اجتثثت الشي في اللغة: أخذت جُثته بكمالها.
وفي قوله: {مالها من قرار} قولان:
أحدهما: ما لها من أصل، لم تَضرِب في الأرض عِرقاً.
والثاني: ما لها من ثبات.
ومعنى تشبيه الكافر بهذه الشجرة أنه لا يصعد للكافر عمل صالح، ولا قول طيب، ولا لقوله أصل ثابت.


قوله تعالى: {يثبِّت الله الذين آمنوا} أي: يثبتهم على الحق بالقول الثابت، وهو شهادة أن لا إِله إِلا الله. قوله تعالى: {في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فيه قولان:
أحدهما: أن الحياة الدنيا: زمان الحياة على وجه الأرض، والآخرةُ: زمان المساءلة في القبر، وإِلى هذا المعنى ذهب البراء بن عازب، وفيه أحاديث تعضده.
والثاني: أن الحياة الدنيا: زمن السؤال في القبر، والآخرةُ: السؤال في القيامة، وإِلى هذا المعنى ذهب طاووس، وقتادة. قال المفسرون: هذه الآية وردت في فتنة القبر، وسؤال الملَكين، وتلقين الله تعالى للمؤمنين كلمة الحق عند السؤال، وتثبيته إِياه على الحق. {ويُضلُّ الله الظالمين} يعنى: المشركين، يضلهم عن هذه الكلمة، {ويفعل الله ما يشاء} من هداية المؤمن وإِضلال الكافر.


قوله تعالى: {ألم تر إِلى الذين بدَّلوا نعمة الله كفراً} في المشار إِليهم سبعة أقوال:
أحدها: أنهم الأفجران من قريش: بنو أمية، وبنو المغيرة، روي عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب.
والثاني: أنهم منافقو قريش، رواه أبو الطُّفيل عن علي.
والثالث: بنو أمية، وبنو المغيرة، ورؤساء أهل بدر الذين ساقوا أهل بدر إِلى بدر، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والرابع: أهل مكة، رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال الضحاك.
والخامس: المشركون من أهل بدر، قاله جاهد، وابن زيد.
والسادس: أنهم الذين قُتلوا ببدر من كفار قريش، قاله سعيد بن جبير، وأبو مالك.
والسابع: أنها عامة في جميع المشركين، قاله الحسن. قال المفسرون: وتبديلهم نعمة الله كفراً، أن الله أنعم عليهم برسوله، وأسكنهم حَرَمه، فكفروا بالله وبرسوله، ودعَوْا قومهم إِلى الكفر به، فذلك قوله: {وأحلَّوا قومهم دار البوار} أي: الهلاك. ثم فسر الدار بقوله: {جهنم يصلونها} أي: يقاسون حَرَّها {وبئس القرار} أي: بئس المقرُّ هي.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8